علم الاجتماع عند ابن خلدون يمثل مفهومًا فريدًا يعود إلى العصور الوسطى الإسلامية. ابن خلدون، الذي وُلد في تونس في عام 1332 وتوفي في القاهرة في عام 1406، كان عالمًا ومؤرخًا عربيًا، ويُعتبر واحدًا من العلماء المبدعين في فترة العصور الوسطى.
مصطلح “علم الاجتماع” لم يكن موجودًا في ذلك الوقت، ولكن ابن خلدون قدم تصورًا فريدًا لفهم تطور المجتمعات والحضارات. وقد قدم هذه الأفكار في عمله الشهير “المعمر الجديد” (المعروف أيضًا باسم “المقدمة” أو “العبر”)، والذي يُعتبر أحد أهم أعماله.
مفهومات ابن خلدون عن الاجتماع تشمل:
- العصبية (الأصل): ابن خلدون أشار إلى أهمية العصبية كعامل محدد لتطور المجتمع. يعتبر العصب (الأصل) مصدر القوة والتضامن في المجتمع.
- العصبية والعصب السياسي والاجتماعي: ابن خلدون استخدم مصطلح “العصبية” ليشير إلى مفهوم الانتماء القومي والتمايز بين مجموعات الناس. أشار أيضًا إلى العصب السياسي والاجتماعي، والتأثير الذي يمكن أن يكون له على تطور الدولة.
- العصبية والتاريخ: ابن خلدون قدم أفكارًا مبتكرة حول كيفية تطور الأمم وكيفية تبدلاتها على مر الزمن. ركز على العوامل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تؤثر في تشكيل المجتمع.
- المفهوم الديني والثقافي: أشار إلى أهمية العوامل الثقافية والدينية في تكوين هويات المجتمعات وتحديد مسارها.
على الرغم من أن مفهوم الاجتماع عند ابن خلدون لا يتناسب تمامًا مع تعريف الاجتماع في العصور الحديثة، إلا أن إسهاماته الفريدة والمتقدمة في فهم تطور المجتمعات جعلتها محط اهتمام للعديد من العلماء الاجتماع في العصور اللاحقة.