باتت قضية فلسطين، مسألة مركزية تشغل العالم بأكمله، فمع طول الصراع العربي الإسرائيلي والظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، يتجدد الحديث دائمًا عن الجيش الذي سيحرر فلسطين من قبضة الاحتلال.
من هو الجيش الذي سيحرر فلسطين
تتنوع الآراء حول طبيعة الجيش الذي ينبغي أن يتولى تحقيق هذا الهدف النبيل. هناك من يروج للاعتماد على الجيش العربي المشترك، الذي يتكون من الجيوش العربية المختلفة، لدوره في تأمين السلام وتحرير فلسطين.
ولكن السؤال المهم هنا: هل الجيش العربي المشترك هو الوحيد القادر على تحقيق هذا الهدف؟
بالطبع، الجواب على هذا السؤال يعتمد على وجهة نظر كل فرد. فمن المهم أن نستوعب التعقيدات السياسية والتاريخية المحيطة بهذه القضية. في خضم تشابك المصالح السياسية والتحالفات الدولية والتوازنات الإقليمية، قد يكون الحل هو جيش يمثل الشعب الفلسطيني بأكمله.
بالتأكيد، يعد الجيش الفلسطيني المؤسسة العسكرية التي يميل البعض لاعتبارها الأكثر قدرة على استعادة حقوق الشعب الفلسطيني. فهو يمتلك المزيد من القرابة والقرب الثقافي لهذا الشعب، ويدرك بشكل أعمق الواقع المعيشي والاجتماعي في فلسطين، مما يعزز تأثيره وفعاليته في الصراع.
لكن هذه النقطة لا تعني أنه يجب تجاهل الدعم الخارجي. يجب أن يتعاون الجيش الفلسطيني، سواء كان مشتركًا مع الجيوش العربية أو بشكل مستقل، مع الدول العربية والدول الصديقة والمنظمات الدولية لتحقيق التغيير المنشود في فلسطين. وباعتباره قضية إنسانية عالمية، من الضروري أن يدعمها المجتمع الدولي بشكل جاد وفعال.
علاوة على ذلك، لا ينبغي أن ننسى أن الجيش المستقبلي الذي سيحرر فلسطين يجب أن يتمتع بالانضباط العالي والاحترافية ويحمل معه القيم الإنسانية وحقوق الإنسان. يجب أن يتأكد من أنه لا يقوم بارتكاب أي انتهاكات أو جرائم ضد الإنسانية، وأن يكون قادرًا على العمل على حماية وتعزيز حقوق الشعب الفلسطيني بشكل شامل.
في النهاية، يبقى الجيش الذي سيحرر فلسطين قضية شائكة ومعقدة تحتاج إلى حلول شاملة وتعاون دولي. وحتى وإن تباينت الآراء حول النهج المثلى، فإن الأمل يكمن في الحوار والتفاهم وبناء التحالفات من أجل تحقيق هذا الهدف المشترك: حرية فلسطين واستعادة حقوق الشعب الفلسطيني.