في أواخر القرن التاسع عشر، كان العالم يعيش في فترة تميزت بالصراعات الاستعمارية والصراعات بين الدول. وفي هذه الفترة، ظهر قائد عربي كبير يحمل اسم “عبد القادر الجزائري”، والذي استطاع أن ينال احترام الكثيرين ويحظى بتقدير كبير من أنصاره وخصومه.
عبد القادر الجزائري قائد عسكري وسياسي جزائري، ولد في عام 1808م في الجزائر. وكان يتحلى بالشجاعة والحنكة السياسية، وعرف بقدرته على إدارة شؤون المناطق التي كان يتحكم بها. وقد قاد مجموعة من المعارك الهامة ضد الفرنسيين في الجزائر، ونال شهرة واسعة بين العرب والمسلمين.
ومن بين الانجازات التي حققها عبد القادر الجزائري كانت معركة تازمالت التي حارب فيها دفاعاً عن الاستقلال الجزائري، وحيث قدم عبد القادر الجزائري نموذجاً مثالياً في قيادة الجيوش وتعاطيه مع الاستعمار الفرنسي.
وكان عبد القادر الجزائري يتمتع بشهرة واسعة أيضاً بين الأوروبيين، وذلك نظراً لمستواه الرفيع وحضوره السياسي المميز. وقد توجه إلى فرنسا في عام 1843م وحظي بترحيب كبير هناك حيث أقام لفترة في قلب العاصمة، ولكنه اضطر إلى الرحيل بعد عامين بسبب التدخل الفرنسي في مسائل الجزائر.
وبعد رحيله، بث اسم عبد القادر الجزائري الخوف في نفوس الفرنسيين، وقيل بأنه رقصت أوروبا على قبره. وقد حظيت سيرته بالعديد من الإشادات والثناء على الصعيد الدولي، وهو يحظى بتقدير وإجلال كبير من الشعوب العربية والإسلامية.
وتوفي القائد العربي الكبير عبد القادر الجزائري في السادس من مايو عام 1883م، لكن ذكراه باقية على مر الزمان كأحد أهم الرموز الوطنية والدينية في المنطقة.