بعد موجة من الأمطار الغزيرة، تحوّلت الشوارع إلى أنهار جارية، تتناثر الأشياء المهملة على الأرصفة بفعل الرياح العاصفة. وسط هذا المشهد الطبيعي المهيب، كان هناك رجل يسير وحيداً، يتجنب البرك والمياه المتدفقة.
كانت ملامحه ملتصقة بالحزن واليأس، وكأنه يحمل عبءًا كبيرًا على كتفيه. يقترب من محطة الحافلات، حيث كانت الناس يتحاشون الرياح العاتية وينتظرون بصبر وقدرة.
فجأة، سمع صوت طفل يبكي بين الزوايا، وعلى الفور سارع إلى الاتجاه نحوه. وجد طفلاً صغيراً، ربما في الثانية أو الثالثة من عمره، يجلس على الأرض بكل يأس، ويبكي بحرقة.
تجاوزت الأمطار حدود الإحساس، ولذلك اقترب الرجل ورفع الطفل بحنان، وقام بتنشيف دموعه برفق. تلاحظ الناس الآخرين هذا المشهد، وأحدهم قال: “إنه لأمر رائع، أن ترى رجلاً مجهولاً يقدم المساعدة لطفل غريب”.
رد الرجل بابتسامة خجولة، وقال: “كل الطفلية تحتاج إلى بعض الحنان والعناية، حتى لو كان ذلك قصيراً”. ثم غادر المكان، والطفل يضحك الآن بسعادة بين ذراعيه، مع آمال متجددة تملأ قلبه بالدفء والأمل.