يتميز النحل بأنها إحدى أكثر الحشرات تطوراً وتنظيماً في المملكة الحيوانية، إذ تنتمي إلى نظام اجتماعي يسمى بنظام النحل الاجتماعي. تعد الاتصالات الممكنة بين النحل من أهم سمات هذا النظام الاجتماعي، إذ تتم من خلال اللغة الخاصة بالنحل الذي يُسمَّى بلغة الرقص النحلي. يمكن لأي شخص الاطلاع على هذه اللغة، وستجدها أدناه في هذا الدليل الشامل للمبتدئين.
- لغة الرقص النحلي
تتميز النحل بلغة معقدة ومتطوَّرة، تمكّنه من الإيضاح والتواصل مع أفراد الخلية من خلال “الرقص النحلي”. فعندما يريد النحل إخبار أحد زملائه عن مكان الزهرة التي يمكنه العثور عليها، فإنه يقوم بالرقص على شكل دائرة، ويرسم دائرة على الشمال أو المنتصف أو اليمين، مع تذيل الدائرة مؤشراً إلى مكان الشمس. ثم يبدأ الرقص في تمييز عدد الخطوات إلى اليسار أو اليمين، مما يوحي باحتمال اتجاه المذاقرة. ولا بد من التنويه إلى أن النحل يستطيع استشعار اتجاه الشمس ومعرفة توجهها بالنسبة له قبيل البدء في الرقص. - الاتصال اللمسي
يساعد الاتصال اللمسي على تعزيز صلة الرابطة داخل الخلية، حيث يقوم النحل بلمس رفيقه بلطف باستخدام مخالبه وأجزائه المخصصة للاتصال. يستخدم النحلون الاتصال اللمسي للإعلان عن وجود خطر، ولإعطاء بعض الإشارات بشأن اتجاه المذاقرة. - إفراز الكيماويات
ينشر النحل المواد الكيميائية في الهواء لتعزيز الاتصال داخل الخلية. ويعزز ذلك التفاعل بين النحل ويمكنهم من خلاله استيعاب تلك المعلومات بسهولة وسرعة، حيث تتعرف النحل على العطر الذي يميز كل نحلة، وعلى مكان إقامة النحلة أو على مكان تجمع الدخان السّام، وغير ذلك الكثير. - التواصل الصوتي
يستخدم النحل أيضًا صوته للتواصل. يصدر النحل صوتًا هامشيًا عندما يمرون في مواضع معينة، فيؤشر هذا الصوت على مكان وجود مادة معينة أو لخطر ما. كما أن النحل يستخدم الاهتزاز لتجذير المعلومات بين أفراد الخلية. - الخلايا
يعتبر الوقوف في أسفل الخلايا أمرًا مهمًا في الاتصال بالنحل الآخرين. فعندما يتم استجماع المذاقرات داخل الخلية، يعمل بعض النحل على ضخ رائحة النعناع في الهواء، مما يساعد على إنهاء الخلافات بين النحل أو التحبيب بينهم.
باختصار، يمكن القول إن النحل يتمتع بقابلية عالية للتواصل والتنظيم ضمن نظام اجتماعي متطور. ويجيد هذه الحشرات استخدام اللغة الرقص النحلي والاتصال اللمسي والكيماويات والخلايا، إضافة إلى الاتصال الصوتي. فالكل هذه العناصر تجعل من النحل أحد الكائنات الحية الأكثر تطورًا في المملكة الحيوانية.